مــــــــــــاتـــــــــت !
كنت أستمتع بمشاهدتهم ... كانت بالنسبة لنا مناسبة سارة عندما قررت أمي أنها تريد زجاجاً عاكساً للضوء على شباك غرفتها حتى لا تصبح حارة ... منذ ذلك اليوم أصبحنا نستطيع أن نرى العصافير الصغيرة و هي تمرح أمام الزجاج باطمئنان ... ظانة ألا أحد ليراقبها ...
لكنني بالفعل كنت هناك ... أنظر لها من خلف الزجاج و ليس بيننا سواه و بعض من الهواء ... لنكون قريبين بدرجة لا أعتقد أنها تسمح لأحدهم ببلوغها ... هي تظن أنني لست موجودة ... و لكنني موجودة ... أحياناً يكون أقرب الناس إلينا هو من لا ندري بوجوده أصلاً !
المهم انني كنت أستمتع بمشاهدتهم على جدار النافذة و هم يلعبون في مرح ... كانت أمي أحياناً تضع لهم بقايا الخبز بعد أن تبله في الماء ... و لكم أن تتخيلوا الحفل الذي كان يتم وقتها ... حتى أنهم أصبحوا ينتظرون أمي على الأشجار المقابلة في الأيام التالية ...
كان لديهم إيثاراً فريداً ... فقد كانت الواحدة منهن تأخذ من الطعام لقيمة صغيرة تكفيها ... و لا تزيد عما تتحمله ... ثم تسمع صوت التغريد قادماً من كل مكان و العصافي تدور في الأجواء لكي تعلم كل من لا يعلم من جاراتها أن هناك طعاماً ما هنا ... هيا ...
كنت أستمتع بهذه المشاعر الرقيقة التي لا أراها كثيراً ....
لكن الأمر لم يكن ليخلو من بعض الإزعاج أحياناً ... حيث كانوا يستيقظون مع إشراقة الصباح و تقف إحداهن على الزجاج لترى انعكاسة وجهها ... فتبدأ في النقر على الزجاج محاولةً التعرف على ماهية ما يحدث أمامها ... و تتوالي العصفورات في التجمع ... و تتوالى النقرات ... حتى تتحول إلى سيمفونية صاخبة من الإزعاج الذي يوقظ النائم عادةً ... و بلا حل دائماً ...!
لكن ليت مشاعري تتوقف عند حدود الإزعاج ... فمن الممكن أن يصل أحياناً إلى حدود المأساة !
فلربما تكون إحداهن طائرة في الفضاء الرحب و لا تلقي للأمر بالاً ... منطلقة بسرعتها تنظر أمامها في تفاؤل ... و تشق طريقها دون تلكع ... ثم فجأة !! اصطدامة !! و جرح ... و قد تصل إلى الموت !
و أرى دمها المتناثر على أرجاء الزجاج و الحائط يبلغني رسالة ... يبلغني أن أتحسس دائماً خطواتي ... و أن أنظر أمامي في ترقب مثلما أنظر أمامي في تفاؤل ... فقد يكون ما أظنه الفضاء الرحب هو موتي بحد ذاته ... !
ماتت العصفورة ...
لكنني تعلمت منها ... أن أتعلم !
٢:٣٧ ص
|
Labels:
خواطر
|
This entry was posted on ٢:٣٧ ص
and is filed under
خواطر
.
You can follow any responses to this entry through
the RSS 2.0 feed.
You can leave a response,
or trackback from your own site.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
28 comments:
زادك الله حكمة
الحدث التربوي يمر بنا جميعا فيتولد في نفوس بعضنا تأثيرات تقرب من الله ويتولد في بعض النفوس البعد عن الله والتمدد في الطغيان
الحدث التربوي هو أي حدث يمر بنا قد يكون حدثا أو ظاهرة كونية أو تصرف عادي لشخص أمامك أو موت مفاجيء لبعض الأشخاص أو أي موعظة من الله عز وجل للعبد بالمصائب في نفسه أو غيره أو آية في نفسه أو في الآفاق.
كان رسول الله أحكم من ضرب المثل بمفردات البيئة و مخلوقات الله
لأن الإنسان المسلم متناغم مع الكون
فكل المخلوقات الغير مكلفة تطيع أمر الله الكوني
فينسجم مع ذلك الكون الكبير
كل إنسان أو جني مسلم
يطيع أمر الله الشرعي
قال عليه الصلاة و السلام: لو أنكم توكلون على الله تعالى حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا، و تروح بطانا
السلام عليكم يا أستادة جنين
طبعا
دى أول زيارة ليا لمدونتك وشكلها مش هتكون الأخيرة
مدونة جميلة وأسلوب أجمل ربنا يوفقك
أحيانا بيكون حوالينا أشياء المفروض إنها بتوصلنا رسايل نتعلم منها
لكن قليل لما بناخد بالنا وبنفضل نجرب
وسلالالالالالالالالالام
زهراء
ما شاء الله بوست متميز فعلا
تسلم ايدك وربنا يبارك فيكي
ميمو
أنت روحى روحى روحى
بجد بمووووووت فيك
بس انا عايز الشعر بتاعى ف بوست لوحد ماليش دحوه
بس اشمعنا المقطع ده ..
;)
كنتى ابتدى بالتدريج
:D:D:P
بخبك يا موووووتشي أوى
الله
بجد جميلة ورقيقة اوى ياجنين
مبروك الشكل الجديد للمدونة والشعر اللى فوق تحفة بجد
ربنا يوفقك ويباركلك يارب
!!
ماتت بجد!!؟
..
وللا لزوم الدراما
..
جميل يا استاذه جنين .. جزاكم الله خير
أولا إبداع
ثانيا أعجبني التشبيه
ثالثا أرفض أن ننظر أمامنا بحذر ..
فقط تفاؤل
هناك بالطبع تفاؤل حذر
لكن التفاؤل إذا شابه حذر لن يصبح تفاؤلا
انتقلت المشاعر
من مشاعر تفكر وترقب
الى تفكير
سبحان الله
هذه هى الحياة مش هتبقى كلها جميلة
لازم يكون فيها منغصات
والا مكنتش دنيا
ومكناش كرهناها
وكنا هنحبها ومش هننتظر اخرة
خير وابقى
تعلمتى منها
ومنك تعلمنا
تسجيل حضور و لي عودة
(نذاكر شوية بأه :( )
تحياتي و حبي
فى أول الموضوع رسمِت أجوائاً وردية، حتى تمنيت لنفسى شيئاً هكذا، ثم فى النهاية رسمتِ أجوائاً دموية.. أدركت حقيقة الأمر و كم هو مؤلم
كان عندى شئ مشابه.. ففى الريف حيث أصول عائلتى عندنا بيت ملحق به فرندا كبيرة، تتجمع فيها الطيور صباحاً.. كنت أراقبها من خلف الزجاج دون أن أفتحه حتى لا أزعجها، و قد رأيت الكثير من ألوان الطيور ..
أتذكر يوماً ما و أنا طفل صغير فتحت الباب فطارت الطيور كلها عدا يمامة صغيرة، كانت لا تستطيع الطيران لأن جناحها كان مكسوراً، فأخذت أنا و أختى نطعمها و نسقيها و نعتنى بها، حتى طارت بعد ثلاثة أيام.. :) كم كنت سعيد بذلك
أسلوبك جميل، بسم الله ما شاء الله .. استمرى
السلام عليكم
الخاطرة حلوة اوى
جزاك الله خيرا
هى ماتت بجد ؟؟
أبي الكريم عصفور المدينة
الحدث التربوي ... تعبير أستشعره لأول مرة ... عندي اعتقاد راسخ أنه لا شيء يحدث في هذا الكون لمجرد الحدوث ... لذلك أحاول ترجمة كل ما يمر بي من أحداث إلى أحداث تربوية ... حتى أصغرها .... جزاك الله خيراً و زادك علماً و فهماً
محمد عبد المنعم
تذكرة رائعة
( لأن الإنسان المسلم متناغم مع الكون
فكل المخلوقات الغير مكلفة تطيع أمر الله الكوني )
جزاك الله خيراً كثيراً
زهراء الحبيبة
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
فعلاً حبيبتي ... الرسائل في كل مكان ... فقط تحتاج إلى من ينتبه ...
اّلام و اّمال
بارك الله فيك و رزقك خير الدارين
اّلاء الرحمن
ايه الطمع ده !!
ماشي يا نور عيني انتي تأمري بس .. بس بعد ما اطلع من اكتئاب امتحان البارا الجاي ده على طول
: D
أقولك اشمعنى المقطع ده ؟؟ فاكرة لما كنا قاعدين في المسجد و قلتلك إن مش باحب القصيدة دي .. قلتيلي ليه و ذكرتي المقطع ده ... عشان كدة انا عملته ... و بدأت أحب القصيدة عشان خاطرك يا ستي ... يلا ... كلمتين حلوين على اخر الليل اهة : D
إنسانة
الله يبارك فيكي ...
صحيح لقيتي شغل و لا لسة ؟؟ : D
باشمهندس بلال
إيه الإحراج ده !!
ما أنا أكيدة منه أنها اصطدمت ... أما العزاء فلم يعلمني أحدهم بمكانه بعد !!
باشمهندس شاهين
جزانا و إياكم ...
باشمهندس عبد الرحمن
تعليقك ذكرني بتعبير ( المخاطرة الحذرة ) ... دوماً ما تسألت كيف تكون المخاطرات حذرة ؟؟ هل أعتبر التفاؤل إذن نوعاً من المخاطرة ؟؟
لا أدري ... ما أعلمه هو أن هذا التفاؤل هو فعلاً من أكثر ما أحتاج إليه ...
شكراص على مرورك و تعليقاتك التي دائماً ما تفتح اّفاقاً أخرى في عقلي ...
إمام الجيل
جزاك الله خيراً .. تذكرة رائعة و استفادة أخرى أراها هامة جداً جداً
في الحقيقة مؤخراً أصبحت أستشعر هذه الكراهية بدرجة كبيرة ... لدرجة أنني بدأت أفكر في هل من الضروري أن أحبها قليلاً حتى أستطيع الاستمرار ؟ خاصةً و أنني غير مستعدة لمغادرتها بعد ... و ربما هذا هو ما يدفعني إلى حبها ...
ولاء
ربنا يكرمك يا حبيبتي و يرزقك أعلى الدرجات ... ربنا يوفقكم جميعاً
دكتور طاهر
مرحباً بك يا دكتور في اول زيارة ... خطوة عزيزة ...
: )
كم كانت براءة الطفولة رائعة ... و لو أنني لو كنت مكانك لخت كثيراً أن أقترب منها ...
جميل أننا مازلنا نستمتع بالأفعال الطيبة
: )
هيهات
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
جزانا و إياكم
هو حضرتك و الباشمهندس بلال متفقين علية و لا ايه !!
حابيييييييييييييين نشوف الاخبار والمشاركات الجديدة !
شكراً جزيلاً ع المجهود ... :)
إرسال تعليق