چـِنين .... عيلة و عايزة افهم

((( و كلما ازددتُ علماً ... ازددتُ علماً بجهلي )))

اللهم إنك تعلم كيف حالي .. فهل يا سيدي فرج قريب



لك الحمد إني حزين ... حزين





نلقاكم ليلة العيد





السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اعذروني يا جماعة مش قادرة اتابع خالص المدونات و لا ارد على التعليقات ...

الدراسة داخلة و فيه حاجات كتير تتعمل

و في رمضان مش حاقدر ادخل خالص ... ممكن ربع ساعة كل اسبوع بس مش حاكتب هنا حاشوف بقية اخواتي المدونين و المدونات

كان فيه كلام كتير عايزة اقوله ع التدوينة اللي فاتت و تعليقات مهمة

نلقاكم ليلة العيد إن شاء الله

و لا تنسوني من دعائكم

مات لي حد


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كان فيه موضوعين عايز انزلهم النهاردة بس بعد كلام الأخ جمعاوي حسيت إني لازم انزل التدوينة دي


و يمكن أنا كاتباها لنفسي أكتر من أي حد تاني

كنت أبكي البارحة لأمر ما ... عندها تذكرت القول الشائع ( بتعيط زي ما يكون مات لها حد )

وقتها تذكرت اول مرة ( مات لي حد )

و انهمرت في البكاء

بالتأكيد كانت فيه حالات وفاة في عيلتنا و انا صغيرة ... لكن لم أكن أدرك أو أفكر ... فقط اجتماع اخر للعائلة و فرصة اخرى لمقابلة اطفال العائلة و البدء في وصلة اللعب المعتادة


لكن أول مرة احسن إن ( مات لي حد ) كان لما كنت في تالتة اعدادي

و ماكنش من عيلتنا

و ماكنش قريب مننا

كان صديق لأخويا اللي اكبر مني بسنتين

على اعتاب الصف الثاني الثانوي

يمكن ده اللي خلى الموضوع مؤثر ... إني يمكن ساعتها ماكنتش متخيلة اني ممكن اموت صغيرة كدة ... ايوة كنت باسمع عن قصص الوفاة في الصغر
لكن كنت باتخيل الحاجات دي بتحصل للناس ... يعني الكلام ده بيحصل اه ... بس بعيد عن دايرتي ... عارفين انتو الاحساس ده أكيد ... أن تشعر بالمصيبة مثلاً التي تراها أمامك .. لكن لا تتخيل أنها قد تحدث لك

خصوصاً و أنا الصغيرة اللاهية ... و التي أتذكر جل اهتمامتي وقتها فأخجل من تفكيري وقتها كثيراً ... أو لنقل ... من حالة اللاتفكير و اللاوعي التي كنت فيها ...

الشبيهة بحالة التغييب التي يعيشها الكثير من شباب الامة الاّن

لهذا كان الأمر صدمة ... صدمة بجميع المقاييس ...

رغم أنه لم يكن قريباً جداً ... لكنه كان ... مؤثراً ...

كان أنس شاب ذو أخلاق عالية ... صديق لأخي ... و زميل لي و لأخي في نفس المدرسة و أيضاً في دورة الكمبيوتر التي كنا ندرسها وقتها

اذكر اخر مرة رأيته فيها ... لما اخويا استندل معايا و مارضيش ينزل معايا الكورس و كان عايز ينام باين ... و اضطريت انزل لوحدي في الصيف حيث كنا في بداية الاجازة الصيفية و كان اول يوم في الكورس في الصيف بعد ما كنا موقفين عشان الامتحانات

كان المفروض الكورس حيستمر في الصيف أيضاً لكن الباشمهندس سافر و ماستمرش

دي كانت اخر مرة

بعدها بحوالي الشهرين أو الثلاثة بعد بداية العام الدراسي الجديد بقليل ... لقيت زميلتنا داخلة علينا المدرسة في الطابور الذي لم نكن نهتم به أصلاً و كان فرصة للحديث و اللهو ...

مالك ؟؟

أنس مات

أستغرب من ردي وقتها ... ربما هذه كانت طريقتي في التعبير عن الصدمات

فقد رددت بجملة واحدة قصيرة

(( مش مصدقاكي ))

حسيت اني ساعتها خدت الصدمة في وشي قوي و مرة واحدة و على غفلة ...

ربما كان هذا الرد طبيعياً

الغريب هو كان تفكيري بعد ذلك

حيث كان معظم تفكيري اثناء الطابور ... هو انا المفروض اعمل ايه ؟؟
هو المفروض رد فعلي يبقى ايه ؟؟

اعيط يعني و لا اعمل ايه ؟؟

ربما كان تفكيراً غريباً ... لأن رد الفعل ليس بالشيء الذي نفكر فيه ... فالمفترض به أن يأتي وحده

لكنني في هذا اليوم فكرت

و قررت البكاء

و انتظرت حتى وصلت إلى مقعدي في الصف ... و أطلقت العنان للدموع

حتى استطعت بعدها تمييز الكلمات

جاله سرطان في الدم ... و مات
ازاي ده انا لسة شايفاه أول الصيف
ده اللي حصل

تعجبت كثيراً ...

كيف يحدث كلها هذا في هذه المدة البسيطة ؟؟ و كيف يحدث كل هذا و لا أعرف ؟؟

علمت بعد ذلك أن أخي كان يعلم بأمر مرضه ... لكنه لم يخبرني

لا أتذكر هل كان الامر في ذات اليوم أم اليوم الذي يليه ... عندما علمنا أن جنازة أنس ستكون في المساء

و فكرت و صديقاتي هل نذهب ؟؟

ربما لم يكن هذا السؤال مستغرباً ... لكن السؤال التالي الذي تم طرحه و كان غريباً فعلاً ... ماذا نرتدي ؟؟

و دار الحوار كيف أن إحدانا لا تملك زياً أسود ...
هل نرتدي الحكلي ؟؟

و ... , .... , ....

عجيبة هي بعض أفعال المراهقات !!!

ما أذكره انني ارتديت الأسود فعلاً يومها ...

و قبل ذهابي للعزاء كنت في بيت أحد صديقاتي ... صامتة رغم محاولات البعض لإخراجي من هذا الصمت بأسئلة من نوعية مالك ؟؟ عندك عيد ميلاد و ماروحتيهوش ؟؟
و رغم علمي بأنه حوار غير جدي لكن هذه الأسئلة في حد ذاتها طرحت عندي نوعاً اخر من الألم و الأفكار

ذهبت مع أمي و صديقتي و أختها التي تسبقنا في الدراسة بعامين أيضاً و كانت زميلة لأنس في نفس الفصل منذ الابتدائي ... حيث أن مدرستنا حالياً تعمد إلى فصل البنات عن الأولاد من المرحلة الإعدادية

و ذهبنا إلى شقتهم ... عند دخولي لفت نظري لعب إخوته الصغار مع أقاربهم و لهوهم و ضحكاتهم ... حالة عدم الإداراك ذاتها

يومها طلبت منا خالته ألا ندخل لنعزي والدته ... فقد كانت منهارة و تبكي و الدكتورة علقت لها محاليل ... و كانت كلما رأت أحد زملاء ولدها و في نفس عمره يزداد انهيارها و بكاؤها

جلسنا بالخارج

و دخلت أمي و والدة صديقتي لمدة ربما لا تتجاوز الدقيقة لا أتذكر بم كنت أفكر فيها تحديداً

ثم عمدنا إلى المغادرة

و على الباب انهارت اخت صديقتي في البكاء هي الأخرى ... هنا أخذت خالاته و عماته دور التهدئة و أجلسوها ...

بينما أكملت أنا و صديقتي طريقنا على السلم ... و لم نلتفت

لا أتذكر بالظبط ما حدث

لكن أتذكر أنني أمضيت بضعة أيام أبكي

أفكر فأبكي

أنظر إلى السماء فأبكي

تحدثني صديقاتي فأبكي

لا أعرف لماذا ؟؟ رغم أنه لم يكن قريباً لي بشكل ما ...

و ربما لم أكن أكترث كثيراً بوجوده .. إلا عندما رحل

ربما هي فكرة الرحيل في حد ذاتها

لا أعلم

لكن ما أعلمه أنني أكتب لكم الاّن و أنا أبكي